مجلة بحوث العلاقات العامة الشرق الأوسط
دورية علمية محكمة مفتوحة المصدر
معامل تأثير أرسيف 2023م = 2.7558 Q1، معامل تأثير المجلس الأعلى للجامعات = 7، ICR IF 2021/2022=1.569
(ISSN Print: (2314-8721) ISSN Online: (2314-873X
| مجلد 4
العوامل المؤثرة على برامج المسئولية الاجتماعية للشركات العاملة في مصر: دراسة ميدانية , مجلد 4 , العدد العاشر
صفحات 195 - 250
المؤلفون:
د. محمد حسني حسين محروس-مدرس العلاقات العامة،قسم العلاقات العامة،كلية الإعلام،جامعة الأزهر

الملخص:
تعد المسؤولية الاجتماعية للشركات من الموضوعات التي طرحت نفسها بقوة منذ ثمانينيات القرن الماضي كاستجابة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي واجهت الشركات في سعيها لتحقيق التوازن بين أهدافها الاقتصادية الخاصة والاحتياجات المجتمعية العامة؛ وهناك علاقة وثيقة بين المسؤولية الاجتماعية والتخطيط الاستراتيجي وممارسات العلاقات العامة بل يذهب البعض إلي أن المسؤولية الاجتماعية تعد جزءًا من الإدارة الاستراتيجية نظرًا لأن المنشآت تعمل في مجتمع يوفر لها فرص الربح، لذا فعليها في مقابل هذا الالتزام خدمة احتياجات المجتمع وهذا الالتزام يتجسد في المسؤولية الاجتماعية للمنظمات( )؛ وأصبح من الواضح أن هذا المفهوم ليس مجرد اتجاهٍ حديثٍ للشركات، ولكنه أداة من الضروري أن تدمجها الشركات في استراتيجيات الأعمال التجارية عمومًا – ليس فقط لبناء سمعة أقوي – ولكن أيضًا لزيادة المصداقية بين الجماهير؛ لذا تزايد استخدام برامج المسؤولية الاجتماعية لتحقيق أهداف استراتيجية لكل من الشركات والمجتمع، وتحقيق المنفعة المتساوية لكل منهم.
كما يتنامي الاهتمام حاليًا علي الصعيدين الإقليمي والعالمي"بالمسؤولية الاجتماعية"Social Responsibility"، حيث يتزايد الشعور بالقلق في جميع أنحاء العالم من تأثير الأنشطة التي تقوم بها الشركات، الهادفة منها إلي الربح وغير الهادفة، ومردودها علي المجتمع، والبيئة، والعاملين أنفسهم؛ كما يتعاظم الإدراك بضرورة أن تؤدي الشركات دورًا أساسيًا في التنمية المجتمعية المستدامة، ومشاركة الحكومة في التنمية؛ ففي رحاب التنمية وبما تتضمنه من أبعاد سياسية (إرساء الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان)، وأبعاد اقتصادية (الرأسمالية الجديدة، والأسواق المفتوحة)، وثورة في تكنولوجيا الاتصالات ونظم المعلومات، أضحت البيئة العالمية تحمل العديد من المتناقضات في الوقت ذاته، وأدت إلي تدعيم الممارسات التي تعمل علي معالجة مظاهر الخلل التي تهدد الإنسانية والقيم الأخلاقية التي يحاول المجتمع الدولي التحلي بها، والتي تمكنه من مواجهة الآثار السلبية للعولمة، ومن هذه الممارسات "المسؤولية الاجتماعية"، والرأسمالية الأخلاقية، والأمن الإنساني، ومن ثم فقد تصاعد الاتجاه نحو تبني الشركات لهذا المفهوم. إن الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية ليست بعيدة عن ديننا السمح، الذي حث الناس علي التعاون من أجل خير المجتمع والحفاظ علي البيئة، وركز علي أهمية الاهتمام بحسن استغلال الموارد، وعدم الإسراف والتبذير، وعدم إهمال حقوق الأجيال القادمة، وتكتسب المسئوولية الاجتماعية أهمية بالغة باعتبارها حجر الزاوية، وأداة مهمة للتخفيف من سيطرة العولمة وجموحها، حيث تمثل الشركات المحلية والدولية الجزء الأكبر والأساسي في النظام الاقتصادي الوطني، وعليه أصبح زيادة الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية مطلبًا أساسيًا للحد من الفقر من خلال التزام المؤسسات الاقتصادية بتوفير البيئة المناسبة وعدم تبديد الموارد، والقيام بعمليات التوظيف والتدريب، ورفع القدرات البشرية، ومساندة الفئات الأكثر احتياجًا، ونجاح قيام الشركات بدورها في المسئولية الاجتماعية يعتمد أساسًا علي التزامها بثلاثة معايير، هي( ) :
1. الاحترام والمسئوولية: بمعني احترام الشركة للبيئة الداخلية (العاملين)، والبيئة الخارجية (أفراد المجتمع).
2. دعم ومساندة المجتمع .
3. حماية البيئة: سواء الالتزام بتوافق المنتج الذي تقدمه الشركة للمجتمع مع البيئة، أو المبادرة بتقديم ما يخدم البيئة ويحسن من الظروف البيئية في المجتمع، ومعالجة المشاكل البيئية المختلفة؛ وبصفة عامة أصبحت المسئوولية الاجتماعية بمثابة إطار فكري لمواجهة التغيرات التي تحدث في المجتمعات المعاصرة... لذلك فإن تطبيق هذا المفهوم يسهم في إيجاد حلول للمشكلات الاجتماعية، وتقديم الاستجابة الفعلية للمتغيرات التي تحدث.
وبناءً علي ذلك يكتسب موضوع "المسئوولية الاجتماعية" أهمية كبيرة خاصة في الوقت الحاضر، حيث أصبح الحديث عن المسئوولية الاجتماعية ظاهرة مألوفة يمكن رؤيتها بوضوح في المؤتمرات والندوات، ومجالاً خصبًا للدراسات والأبحاث سواء من قبل الأفراد أو مراكز البحوث والمنظمات الدولية ، كما وضعت الأمم المتحدة عام 1999م ميثاق "المسئوولية الاجتماعية" الذي حددت فيه الالتزامات الواجب علي المنظمات اتباعها تجاه المجتمع والأفراد والعاملين، إلي جانب منظمة "العمل الدولية، ومنظمة "التعاون الاقتصادي الدولي والتنمية، والمنظمة الدولية للمعايير، إلي جانب "المنظمة الدولية للمسئولية الاجتماعية" .
وتأسيسًا علي ذلك تنبع أهمية هذه الدراسة من أهمية الدور الذي ينبغي أن تقوم به الشركات إزاء مجتمعها والبيئة المحيطة بها من أعمال للمسؤولية الاجتماعية؛ كما تأتي أهمية هذه الدراسة للكشف عن واقع تبني الشركات لبرامج المسؤولية الاجتماعية للشركات (إنتاجية / خدمية) العاملة في مصر، والعوامل المؤثرة علي تبني هذه البرامج داخل المؤسسة، وأهم المعوقات التي تحول دون تطبيق هذا المفهوم بصفة عامة.

الكلمات المفتاحية:
العوامل المؤثرة، برامج المسئولية الاجتماعية ، لشركات العاملة في مصر.

لغة البحث:
اللغة العربية




الجوائز
شركاء النجاح
أعداد المجلة
Top