مجلة بحوث العلاقات العامة الشرق الأوسط
دورية علمية محكمة مفتوحة المصدر
معامل تأثير أرسيف 2023م = 2.7558 Q1، معامل تأثير المجلس الأعلى للجامعات = 7، ICR IF 2021/2022=1.569
(ISSN Print: (2314-8721) ISSN Online: (2314-873X
| مجلد 4
دور صحافة الفيديو في تشكيل اتجاهات الجاليات الأجنبية نحو "الإسلاموفوبيا" دراسة ميدانية على عينة من الناطقين وغير الناطقين بالعربية , مجلد 4 , العدد الحادي عشر
صفحات 173 - 222
المؤلفون:
د. علي حمودة جمعة سليمان -مدرس بقسم الصحافة والنشر،قسم العلاقات العامة والإعلان،كلية الإعلام،جامعة الأزهر

الملخص:
یحدث في المجال الإعلامي بشكل عام تغیرات هائلة ستعید صیاغة الإعلام الجماهيري، هذه التغیرات بدأت بسبب التكنولوجیا، ولكنها كما یقول الكثیر من المنظرین الإعلامیین ستغیر جوھر الرسالة الإعلامیة وطبیعتها وما سیتلقاه الجمهور، وهناك تفاؤل واسع النطاق بأن هذه التغیرات ستكون إیجابیة ولیست سلبیة وإذا كانت هذه التغیرات الجذریة قد ظهرت بشكل جید في الغرب فإنها أصبحت تطرق أبواب الإعلام العربي تسمى التكنولوجیات الجدیدة بـ “الإعلام الجدید ” new media وتشمل الإعلام على الإنترنت وصحافة الفیدیوvideo journalism) ) حیث یرسل الناس من مختلف أنحاء العالم مقاطع فیدیو إخباریة التقطوها بأنفسهم لینشروھا على الإنترنت والمدونات الشخصیة (blogs) التي یكتب فیها المدونون مذكراتهم وقراءاتهم الإخباریة وآراءھم والأخبار التي حصلوا علیها بشكل یومي على مواقعهم وأما التغییر الهائل الآخر فهو ما یسمى “ديمقراطية الإعلام ” damaqrath media ، وذلك لأنها في صحافة الفیدیو وصحافة المدونات الشخصیة یمكن لأي شخص یملك كامیرا صغیرة وجهاز كمبیوتر محمولا أن ینشئ محطته الخاصة بها یصور ما یرید بناء على خیاراتها ویضعها على الإنترنت لیصبح متاحا لملایین القراء والمشاهدین، مما یعني تحریر الإعلام من سیطرة المؤسسة الإعلامیة التقلیدیة وإعطاء الفرصة لكل شخص أن یقول ما یرید لكن هناك عدة قضایا یجب على النظام الإعلامي الجدید أن یحسمها قبل أن یسیطر على الساحة الإعلامیة ومنها “المصداقیة”، فالشخص العادي یحتاج إلى الكثیر من الجهد لیثبت مصداقیتها للقراء وزوار الموقع أو مشاهدي الفیدیو، كما أن الإمكانات المحدودة للأفراد تجعل من الصعب علیهم منافسة المؤسسات الإعلامیة التي تملك موارد مالیة ضخمة، أي أن الجودة والنوعیة هي أیضا قضیة مهمة تثیر قلق الناظرين للإعلام الجدید, وتجعل البعض یؤكد أن سیطرة الإعلام التقلیدي ستستمر في ظل التكنولوجیا الجدیدة بمجرد أن تغیر نفسها وتستغل هذه التغیرات فالصورة المتحركة لغة عالمیة عظیمة الأثر لذا أصبحت أهمیتها في العمل الصحفي تستوجب أن نعطیها حقها وعنايتها لأنها تأتي من خلال الواقع ولها خصوصیتها وتفردھا، والعناصر التي تسجلها عدسة صحفي الفیدیو من مكان وحدث وشخصیة تجعلنا نتعایش معها واقعاً ودلالة ( ). وتحديداً فيما يتعلق بصحافة الفيديو فإن لها أثر في إخراج العمل الصحفي من خلال ما تقوم من تأثير في ممارسة العمل بذاته ( ). وتعد صحافة الفيديو هي أحدث أنواع "صحافة البث" حيث يقوم الصحفي بإعداد ومونتاج المادة الخاصة به, ظهرت بدايتها في الولايات المتحدة 1930, أحدثت كاميرا الفيديو ديجيتال ثورة في البث الحي, وفي عام 1990 كانت بداية ظهور صحفي الفيديو كوظيفة بنيويورك, وفي عام 2001 بالمملكة المتحدة تحولت وكالة البي بي سي لصحافة الفيديو وتم تعيين أكثر من 600 صحفي فيديو عام 2005, ومع انتشار الإنترنت والإنتاج منخفض التكاليف تنافس المواقع الإلكترونية والصحافة الشعبية مع القنوات التلفزيونية في إنتاج ما نراه اليوم في شكل صحافة فيديو معاصره، ومما لا شك فيه أن ظاهرة الإسلاموفوبيا في المجتمعات الغربية تجاه المسلمين والإسلام هي في الحقيقية انعكاس للمشاعر السلبية التي تكونت لدى المواطن الغربي بسبب الأحداث الدامية التي تحدث من حين إلى آخر باسم الإسلام وبفضل الآلة الإعلامية الغربية التي لعبت دورا محورياً في تكوين هذه المشاعر السلبية من خلال تصوير المسلمين بشكل عام كمجموعة من الإرهابيين يؤمنون بعقائد تحثهم على العنف تجاه الآخر وإهدار حقوق الإنسان حتى استقرت هذه المزاعم في نفوس مناهضي الإسلام والمسلمين في المجتمعات الغربية بشكل عام والإسبانية بشكل خاص، ومن هذا المنطلق كان ذلك بمثابة تبرير لمظاهر العنف والكراهية التي يظهرونها تجاه المسلمين. ( ). وهناك قراءات مختلفة لأسباب صعود ظاهرة الإسلاموفوبيا خلال الآونة الأخيرة، منها قراءة ثقافية ترى أن صعود الإسلاموفوبيا هو انعكاس لمشاعر سلبية عميقة مدفونة في وعي المواطن الغربي ضد الإسلام والمسلمين، وتعبير عن تحيز تاريخي وثقافي ضد الإسلام كدين وضد المسلمين وحضارتهم. وقراءة ثانية ترى أن ظاهرة الإسلاموفوبيا هي نتاج لبعض الأحداث الدولية التي أثرت بقوة على العلاقات بين العالم الإسلامي والمجتمعات الغربية خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأس هذه الأحداث هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية وما تبعها من هجمات إرهابية رفع مرتكبوها شعارات إسلامية ضربت مجتمعات غربية مختلفة مثل إسبانيا وبريطانيا هذا إضافة إلى بعض المشكلات الثقافية الدولية التي أثرت سلبا على العلاقات الإسلامية الغربية، وقد لعبت السينما العالمية ووسائل الإعلام المغرضة التي تخضع لسيطرة واضحة من جانب الدوائر الصهيونية في العالم دوراً أساسياً في ترسيخ معالم تلك الصور النمطية وتضخيمها وتعميمها، حتى غدت بمثابة الحقائق الثابتة التي لا تحتمل النقاش، التي تحكم تعاطي كثير من أبناء الغرب مع الإسلام والمسلمين، ومن العرض السابق يتبين أن الباحث مهتم بالتعرف على الدور الذي من الممكن أن تقدمه صحافة الفيديو كوسيلة إعلامية في تشكيل اتجاهات الجاليات الأجنبية نحو ظاهرة الإسلاموفوبيا.

الكلمات المفتاحية:
الدور، صحافة الفيديو، الاتجاهات، الإسلاموفوبيا.

لغة البحث:
اللغة العربية




الجوائز
شركاء النجاح
أعداد المجلة
Top